آخر الأخبارأخبار دولية

رجم بوذي حتى الموت من قبل أنصار حزب إسلامي بعد اتهامه بالكفر

نشرت في: 09/12/2021 – 16:48آخر تحديث: 17/12/2021 – 16:33

في 3 كانون الأول/ ديسمبر، تعرض بريانتا كومارا وهو مدير معمل سريلانكي للضرب حتى الموت والحرق على يد حشد من الناس في مدينة سيالكوت بمحافظة البنجاب في باكستان بعد اتهامهم له بالكفر. ورفع المعتدون شعارات حزب “تحريك ولبيك باكستان” الإسلامي المتطرف (أل تي بي) والذي ترافق صعوده الصاروخي مع ارتفاع في حالات العنف، حسبما أفاد مراقبنا.

تكشف صور ومقاطع فيديو نشرت على الإنترنت مشاهد قاسية جدا لرجل يدعى بريانتا كومارا (ديوادانجا بريانتا هو اسمه الحقيقي) وهو يتعرض لهجوم من نحو مئة شخص. وتظهر هذه الفيديوهات، التي اختار فريق تحرير مراقبون فرانس24 الاكتفاء بنشر صور ملتقطة منها، حشدا من الناس يضربون هذا المواطن السريلانكي والذي تم نزع ملابسه. وجر عدد كبير من الأشخاص كومارا من ساقيه، بينما قام آخرون بتصوير المشهد بهواتفهم حتى أن بعضهم التقط صور “سيلفي” مع جثة الضحية الذي تم إضرام النار فيها وسط الشارع.

تحذير: هذه الصور والشهادات المرفقة قد تصدم أصحاب القلوب الضعيفة.

حشد من الناس يتجمعون حول جثة بريانتا كومارا مدير معمل في مدينة سيالكوت في باكستان، 3 كانون الأول/ ديسمبر.

Capture d’écran d’une vidéo montrant une foule entourant le corps en feu. © Twitter/imafzaal5 © Twitter/imafzaal5

صورة ملتقطة من الشاشة من فيديو يظهر حشدا من الناس متجمعين حول الجسد المشتعل. صورة من تويتر/حساب imafzaal5

Capture d'écran d'une vidéo montrant des personnes prenant des vidéos et des selfies. © Twitter/fc_kangana

Capture d’écran d’une vidéo montrant des personnes prenant des vidéos et des selfies. © Twitter/fc_kangana © Twitter/fc_kangana

صورة ملتقطة من الشاشة من فيديو يظهر أشخاصا يلتقطون مقاطع فيديو وصور سيلفي. صورة من تويتر/ حساب fc_kangana.

بريانتا كومارا كان من الطائفة البوذية. في مدينة سيالكوت التي تقع في شمال شرق باكستان، وكان كادرا في معمل راجكو إندستريز الذي ينتج تجهيزات رياضية. وواجه اتهامات بالكفر بعد ادعاء أنه مزق لافتة دينية وأوراق تحتوي على سور من القرآن واسم النبي محمد.

وتمكن الفيديوهات المسجلة في يوم وفاته من سماع حشد الناس يرفعون حزب “تحريك لبيك باكستان” (أو ”أنا حاضر في باكستان بلغة الأوردو) وهي منظمة إسلامية تنتمي لليمين المتطرف.

في حوار مع عدد من القنوات التلفزيونية، أقر رجل بمسؤوليته عن جريمة القتل قبل أن يصيح بوجه الآخرين “لبيك لبيك” في تذكير باسم الحزب.

“الحكومة لا تمتلك أية استراتيجية لمواجهة التعصب الديني”

نافيد والترد هو رئيس المنظمة عير الحكومية ”هيومان رايتس فوكيس باسكتان'” (أتش أر أف بي) والتي تعنى بحماية حقوق الأقليات الدينية والنساء والأطفال. وتحاورت منظمته مع شهود عيان حضروا الاعتداء. ويروي قائلا:

نملك رقم هاتف لتقديم المساعدة فيما يتعلق بمسائل الاضطهاد الديني في باكستان. وعندما وقع هذا الحادث، بدأ عدد كبير من الناس بالاتصال بنا ليعلمونا بأن رجلا يعمل في مصنع قد تعرض للاضطهاد بسبب اتهامه بالكفر. نحن نملك شبكة من المتطوعين المحليين في كل أنحاء البلاد وأعضاء من فريقنا تحدثوا مع شهود عيان.

ومن بين هؤلاء الشهود، حدثنا البعض أن بريانتا كومارا طلب من بعض المسؤولين في المصنع المساعدة في تنظيم المقر من الداخل والخارج بالإضافة إلى بيوت الراحة وأعمال الطلاء إلى غير ذلك. وبالتالي فقد قاموا بنزع كل ما كان موجودا على الجدران بما فيها الملصقات واللافتات دون استثناء. بريانتا كومارا لا يتحدث اللغة المحلية ورفع لافتة [فريق التحرير: تحتوي على كتابات إسلامية]  التي لم يفهم ما هو مكتوب فيها. ما جعل أحد المسؤولين يستشيط غضبا.  جمع هذا الشخص كل زملائه وأشخاص آخرين من المدينة وحدثهم عما جرى.

ودام الاعتداء لوقت طويل حيث بدأ حشد الناس في ضرب بريانتا كومارا الذي هرب وصعد فوق أحد السطوح. وحاول الاختباء هناك ولكن الناس لحقوا به. وطلب شخص أو اثنان عدم قتله. لكن آخرين قاموا بجره وضربه وجلبوه إلى الأسفل. وقاموا بنزع ملابسه أمام المصنع من الجانب الآخر للطريق ثم قاموا بحرق جثته.

اتصل كثير من الناس برقم الطوارئ وتطلب الأمر عشرين دقيقة لتصل الشرطة إلى المكان. وأقر أحد أعوان الأمن أنه وزملاءه لم يكونوا قادرين على السيطرة على الوضع. الحكومة لا تملك أية استراتيجية لمواجهة التعصب الديني. وتتكرر أعمال العنف هذه وستتواصل مستقبلا.

وتم إرسال جثة بريانتا كومارا إلى سريلانكا في 6 كانون الأول/ ديسمبر. وتم إيقاف أكثر من مئة شخص بعد عملية السحل التي تعرض لها.

وليست هذه المرة الأولى التي تؤدي فيها اتهامات بالكفر إلى أعمال عنف أو عقوبات خارج نطاق العدالة حيث تحظى الجماعات الإسلامية المحافظة بنفوذ واسع.

ثمانون ينتظرون حكما بالإعدام بتهمة الكفر

وتعود قوانين باكستان المتعلقة بالكفر إلى حقبة الاستعمار البريطاني وتمت “أسلمتها” في ثمانينات القرن الماضي من قبل الحكومة العسكرية في تلك الفترة. وتنص هذه القوانين على عقوبات لكل شتم للإسلام: وتضم الفقرة 295 – سي من المجلة الجنائية في باكستان “أي شخص يهاجم السام المقدم للنبي محمد بأي طريقة سواء كانت كلمة أو صورة أو أي إيحاء آخر يعرض نفسه لعقوبة الإعدام” بالإضافة إلى فرض غرامة مالية ضده.

ويمكن توجيه الاتهام لأي شخص بالكفر بمجرد إشاعة أو أحقاد، ما يؤدي إلى تداعيات مؤلمة، فقد شهدت سنة 202ً0 ثمانين حكما بالإعدام سبب تهم تتعلق بالكفر.

في المقابل، يتم التعامل مع قضايا الكفر في معظم الأحيان في إطار محاكمات خارج نطاق العدالة، ما يحدث أعمال عنف جماعية أو اعتداءات متعمدة. وفي نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أضرم حشد من الناس النار في مركز للشرطة بعد أن رفض أعوان الأمر تسليمهم رجل اتهم بازدراء القرآن.

وفي نيسان/ أبريل 2021، تم إيقاف امرأتين في محافظة البنجاب بسبب اتهامهما بالكفر بعد سحبهما لملصقات كتبت فيها آية من القرآن. وحسب شهادات، تعرضت إحدى السيدتين للاعتداء بسكين على يد واحدة من زملائها.

وفي كانون الثاني/ يناير 2021، تعرضت ممرضة مسيحية تعمل في مستشفى للضرب حتى الموت على يد العديد من زملائها بعد اتهامها بأنها دعت باسم المسيح من أجل شفاء مريض.

كل عام، يتلقى رقم الهاتف التابع لمنظمة “هيومان رايس فوكيس باكستان” أكثر من ألف اتصال يعلم بحوادث ضد أقليات دينية. وحسب نافيد والتر، فإن أعمال العنف هذه أصبحت تتواتر بشكل أكبر على يد معتدين مقربين من حزب “تحريك لبيك باكستان”.

مناهضة الكفر أصبحت سلاحا سياسيا

تم تأسيس هذا الحزب اليميني الإسلامي المتطرف في سنة 2015 وأصبح في عام 2018 خامس أكبر حزب في باكستان بعد أن حظي بتصويت أكثر من مليوني ناخب خلال الانتخابات العامة.

وجعل من مكافحة الكفر أهم أسلحته السياسية. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2020، طالب أعضاؤه بمقاطعة المنتوجات الفرنسية بالإضافة إلى طرد السفير الفرنسي في باكستان بعد قطع رأس مدرس التاريخ صامويل باتي الذي عرض رسم كاريكاتوريا للنبي محمد أثناء الفصل الدراسي.

وتزايدت مظاهرات الحزب في نيسان/ أبريل 2021 عندما تم اعتقال زعيمه حسين ريفزي. في تشرين الأول/ أكتوبر، بعد أن حظرت الحكومة نشاط الحزب، نظم أعضاء “تحريك لبيك باكستان” مسيرة طويلة من لاهور إلى إسلام أباد للمطالبة بإطلاق سراح حسين ريفزي والدعوة من جديد إلى طرد السفير الفرنسي.

وأصبحت هذه الاحتجاجات عنيفة وتسببت في مقتل أحد عشر شخصا. وبعد ذلك، توصلت الحكومة إلى اتفاق مع الحزب من خلال رفع الحظر على أنشطته وأطلقت سراح ألفين من أعضائه بالإضافة إلى زعيم الحزب.

ويؤكد مناوئو الحزب أن خطوة الحكومة إلى الوراء بشأن حزب “تي بي أل” شجعت أنصاره على التحرك والهجوم ضد بريانتا كومارا.

ووصف رئيس وزراء الباكستان عمران خان حادثة سحل كومارا بأنه “اعتداء مروع من قبل من نصبوا أنفسهم قضاة” وصرح بأن المسؤولين عن الجريمة سيحاسبون “بأقصى العقوبات التي يفرضها القانون”.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى