آخر الأخبارأخبار دولية

روسيا تعرض مقترحات لخفض التوتر مع الغرب وواشنطن تقول إنها “مستعدة لبحثها”


نشرت في: 17/12/2021 – 20:05

قدمت روسيا الجمعة مقترحات لخفض التوتر مع الغرب تقضي بالحد بشكل جذري من نفوذ الولايات المتحدة وحلف الناتو في دول الاتحاد السوفياتي السابق، في المقابل، أعربت واشنطن عن استعدادها لمناقشة المقترحات لكن بالتشاور مع حلفائها الأوروبيين. وتأتي الخطوة الروسية غير المعتادة من حيث نشر الدبلوماسيين لوثائق بشكل علني، وسط هواجس غربية متعاظمة حيال نوايا موسكو في أوكرانيا، والمخاوف من هجوم روسي عسكري محتمل عليها.

عرضت روسيا الجمعة مقترحاتها للحد بشكل جذري من نفوذ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في جوارها، وأبدت واشنطن استعدادها لمناقشة المقترحات بالتشاور مع الأوروبيين. 

ويأتي نشر هذه الوثائق على خلفية التشنجات المتعاظمة بين موسكو والدول الغربية بشأن أوكرانيا، التي يتهم الأمريكيون والأوروبيون روسيا بالتحضير لهجوم عسكري عليها.

وتعليقا على هذه المقتراحات، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنه “لا مفاوضات حول الأمن الأوروبي بدون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين”. بدوره، قال مسؤول أمريكي كبير للصحافيين إن بلاده “مستعدة لمناقشة” هذه الوثائق حتى لو تضمنت “أمورا معينة يعرف الروس أنها غير مقبولة”. مضيفا “إذا شن عدوان آخر على أوكرانيا، فسيكون له عواقب وخيمة، وسيكون مكلفا للغاية”.

“معاهدة بشأن الضمانات الأمنية”

وينص الاقتراحان اللذان أطلق عليهما “معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية” و”اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء” في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على حظر أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في الجمهوريات السوفياتية السابقة.

ومن غير المعتاد أن يعرض دبلوماسيون علنا وثائق عمل كهذه حيث إن التكتم يسمح عموما بإعطاء هامش تحرك ضروري للمفاوضين. وفي هذا الشأن، قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف مقدما للصحافة إن هذه الوثائق التي سلمت هذا الأسبوع لمسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية “من الضروري تدوين الضمانات الأمنية لروسيا وأن تكون لها قوة القانون”. كما اقترح بدء مفاوضات “اعتبار من السبت 18 ديسمبر/كانون الأول”، وقال إن موسكو عرضت على الأمريكيين عقدها في جنيف.

من جانبه، قال المسؤول الأمريكي “نحن مستعدون لمناقشة” هذه الوثائق حتى لو “تضمنت أشياء معينة يعرف الروس أنها غير مقبولة”، مضيفا أن الولايات المتحدة ستقدم “الأسبوع المقبل اقتراحا ملموسا في شكل أكبر” بشأن صيغة النقاشات بعد التشاور مع حلفائها الأوروبيين.

وتقع كل من الوثيقتين في أربع صفحات وتتضمنان تسعة وثمانية بنود على التوالي. وقال ريابكوف إن هذه المقترحات هي وسيلة لاستئناف التعاون الروسي-الغربي في “الغياب التام للثقة المتبادلة” مع الأخذ في الاعتبار السياسة “العدائية” لحلف شمال الأطلسي “في جوار روسيا”. واعتبر المسؤول أن الأمر هو “لاستئناف العلاقة استنادا إلى صفحة بيضاء”.

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دعا الثلاثاء إلى مفاوضات “فورية” حول الضمانات التي ينبغي أن تقدم لأمن روسيا. وفي محادثات عبر الإنترنت مطلع ديسمبر/كانون الأول طلب من نظيره الأمريكي جو بايدن ضمانات قانونية كهذه.

“دول الاتحاد السوفياتي السابق.. خط أحمر”

ومن بين التزامات أخرى، تحظر هذه المعاهدات على الولايات المتحدة إنشاء قواعد عسكرية في أي دولة من دول الاتحاد السوفياتي السابق ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي ولا حتى “استخدام بنيتها التحتية في أي نشاط عسكري أو تطوير تعاون عسكري ثنائي” معها. كما يتعهد بموجبها كل أعضاء حلف شمال الأطلسي بعدم الاستمرار في توسيع الناتو وبعدم القيام بأي “نشاط عسكري على أراضي أوكرانيا وفي بلدان أخرى من أوروبا الشرقية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى”.

لكن الناطقة باسم البيت الأبيض أكدت الجمعة “لن نساوم إطلاقا على المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي، وخصوصا حق جميع البلدان في أن تقرر مصيرها وسياستها الخارجية بدون أن تخضع لأي نفوذ خارجي”. ويشكل توسع الناتو ليشمل جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفياتي خطا أحمر بالنسبة لموسكو بيد أن أوكرانيا وجورجيا مرشحتان للانضمام إلى الحلف.

وقال الخبير الروسي كونستنتان كالاتشيف إن الاقتراحات التي عرضت الجمعة “غير واقعية. وسينظر إليها الأمريكيون على أنها جولة دعاية لتحويل الأنظار عن تصرفات موسكو وتسليط الضوء على سلوك حلف شمال الأطلسي”. مضيفا “من المهم بالنسبة لروسيا أن تظهر أن التهديد لا يأتي منها وأنها لا تنوي مهاجمة أوكرانيا أو بدء حرب على الولايات المتحدة”.

حرب جديدة؟

وضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية وينظر إليها على أنها راعية الانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا حيث أدت حرب أهلية إلى سقوط نحو 13 ألف قتيل منذ 2014. وهزمت روسيا جورجيا في حرب خاطفة العام 2008. ورفضت الدول الغربية إغلاق أبواب حلف شمال الأطلسي أمام هذين البلدين إلا أنها جمدت في الواقع عملية الانضمام.

وتتهم واشنطن وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي موسكو بحشد عشرات آلاف العسكريين عند حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة تحضيرا لغزو محتمل وتهدد روسيا بعقوبات غير مسبوقة. إلا أن الكرملين يفند تلك المزاعم ويقول إن روسيا مهددة من الناتو الذي يسلح كييف ويزيد من انتشاره العسكري في منطقة البحر الأسود.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى